٢٩ سبتمبر ٢٠٠٩

No more


يبدو أني فقدت القدرة على العطاء

٢٧ سبتمبر ٢٠٠٩

كترت الأسئلة


كيف يتعلق الإنسان بشخصية خيالية حد الجنون، لدرجة أن يرتبط بها، ويشعر بمشاعرها، بالرغم من إدراكه لطبيعتها الخيالية؟؟؟

٢١ سبتمبر ٢٠٠٩

جانا العيد


عاما بعد عام يتحول العيد إلى دولاب ذكريات... في كل عام تضاف إلى أدراجه ذكرى جديدة، حتى افتقدت رائحته الجدة، وملأها عبق... رائحة كرائحة أوراق الكتب المصفرة... أضحى العيد شجرة عجوز جذورها راسخة، إلا أنها لا فروع لها

صار العيد صامتا... اختار أن يصمت بإرادته عن الحديث... فبالكلام تبعث الذكريات، وتثير الذكرى غبارا يكتم الأنفاس، على كونه غبارا محببا

ذكرى اليوم الأول:

صباح العيد... لا يزال الوقت ليلا... ثياب جديدة... تكبير وتهليل... صلاة العيد وسط الجمع، وبعدها تبدأ الزيارات العائلية... لا يمكن أن يمر اليوم الأول دون زيارة أساسية... بل في الغالب تكون هي زيارة اليوم الوحيدة... بيت جدي وجدتي لأمي... نقضي اليوم معهما... نأكل سويا... نضحك ونلهو... ثم حين يحل المساء، يؤون أوان الرحيل... سنوات ثلاث مرت مذ رحل الجد، ولم تتم جدتي عامين قبل أن تلحق به، توسطهما في ذلك جدي لأبي، الذي كان يحتل مع بقية عائلة أبي زيارات اليومين الثاني والثالث في أغلب الأوقات... رحلوا وخلفوا صورا في دولاب العيد... صور بقيت شاهدة على ذكرى... ذكرى كتب لها أن تعيش

ذكرى المكان:

لا ترتبط كثيرا بالعيد قدر ما يرتبط العيد بها ويدفعها إلى السطح... منذ أن تركنا حينا القديم، حافظنا على عادة العودة إليه مرتين سنويا؛ لصلاة العيد في نفس المسجد الذي اعتدنا الصلاة فيه قبل ترك الحي... عادة عمقت من أثر المكان، وحفرت له في دولاب العيد مكانا خاصا... ترى وجوها اعتدت مرآها... أناس شبوا، وأشخاص شابوا... جدت وجوه، إلا أنك تشعر نحوها بحنين؛ فهم من نفس المكان الذي انتميت إليه... تربطك بهم صلة ما لا تفهمها... في هذا الركن كنت تلهو... ها هو حارس مرمى فريق الكرة في شارعك... كم بضائع اشتريت من هذا المتجر... الشوارع كما هي لم تتغير... دهمتها عوامل الزمن بالتأكيد، فانهدم قديم، واستحدث جديد، إلا أن الأصل باق... فيضان، بل إعصار ذكريات يجتاح كيانك، فتقف متسائلا، كم كيانا سيتحول إلى ذكرى بعد عشرة أو عشرين عاما قادمة؟ كم صورة ستضاف إلى الدولاب؟ وهل سيمكن للشجرة أن تنبت فروعها من جديد؟؟؟!

١٣ سبتمبر ٢٠٠٩

على جنب يا اسطى


ملحوظة: المشهد التالي محض خيال وأي تشابه بينه وبين أي أحداث حقيقية مجرد صدفة لا عمد فيها أو تدبير

(ميكروباص شبه خالي من الركاب في أحد أحياء القاهرة الكبرى والسائق يبحث عن زبائن)

سواق ميكروباص: رمسيس رمسيس رمسيس

مواطن 1: رمسيس يا اسطى

(فرملة قوية والسائق يوقف الميكروباص في منتصف الطريق في انتظار الراكب)

السواق: أيوة رمسيس... تعالى بسرعة

مواطن 1: يلا خلينا نركب بسرعة... ما صدقنا لقينا حد رايح رمسيس في الصحرا اللي احنا فيها دي

(يتجه المواطنان إلى الميكروباص يرتدي مواطن 1 قميص النادي الأهلي، بينما يرتدي مواطن 2 قميص نادي الزمالك والذي ينظر له السائق بدهشة)

السواق: لا يا أستاذ واحد بس

مواطن 1: يعني ايه واحد يا اسطى؟؟

السواق: واحد يعني واحد.... ايه؟؟! صعبة؟؟؟! واحد بس منكم اللي هيركب

مواطن 1: يعني ايه واحد اللي هيركب؟؟؟ احنا اتنين يا عم

السواق: مفيش مكان غير لواحد... ومش أي واحد كمان.... انت اه... هو لأ

مواطن 1: يعني ايه مفيش مكان غير لواحد؟؟؟ ما العربية فاضية ادامي اهه.... وبعدين اشمعنى انا اركب وهو ما يركبش؟؟

السواق: هو كدة... مزاجي

مواطن 1: (بعصبية شديدة) ايه اللي مزاجك؟؟؟ وهو هيركب فوق دماغك

السواق: لأ... بس تقيل على قلبي

مواطن 1: (بنفاد صبر) ده على أساس ان سيادتك تعرفه من قبل كدة

السواق: لأ... بس هو لابس فانلة الزمالك... وانا اي حاجة من ريحة الزمالك بتبقى تقيلة على قلبي لأني أهلاوي.... وانا مش باركب زملكاوية معايا الميكروباص

مواطن 1: (يكاد ينفجر من الغيظ) يا عم هو احنا داخلين النادي الأهلي ولا الاستاد... احنا هنركب ميكروباص

السواق: وانا قلت مفيش زملكاوية يركبوا في عربيتي أبدا

مواطن 1: (يحاول مع السائق بالهدوء) يا عم الحاج... الله يهديك... احنا هنا بقالنا مدة، وزي ما انت شايف الجو الحر، والدنيا صحرا، وعايزين نروح بيوتنا... وبعدين الزملكاوي ده مش هينجسلك العربية يعني.... ما هو بني آدم زيه زيك، وبعدين العربية مش هتقول لأ... هتستحملنا كلنا

السواق: ده اللي عندي... عايز تركب لوحدك اهلا وسهلا... مش عايز، انت حر

مواطن 1: اتكل على الله يا اسطى... مش راكب... يا نركب مع بعض، يا اما مش هاركب اصلا

السواق: بمزاجك يا خويا.... سلام

(السائق ينطلق في سرعة محاولا تعويض الوقت الذي ضيعه في الشجار، في حين ينظر المواطنان لبعضهما... يندهش مواطن 1 من الهدوء الغريب الذي يعلو وجه مواطن 2 برغم كل ما حدث، إلا أنه لا يعلق على الأمر)

(لم يكد السائق ينطلق، ولسرعته الشديدة أفلتت عجلة القيادة من بين يديه وانقلبت السيارة بمن فيها)

ظلام

١١ سبتمبر ٢٠٠٩

مرثية








الإنسان هو الإنسان، في كل زمان ومكان... أفراحه واحدة، وأحزانه واحدة... تختلف العادات والتقاليد، وتتنوع الطرق والأساليب، وتبقى المشاعر الإنسانية واحدة... لغة عالمية أسمى من كل اللغات... تصل الشعوب على اختلافهم، وتوحد بينهم... فمهما حدث، ومهما صار، ومهما كان، يبقى -ويجب أن يبقى- الإنسان هو الإنسان

ثلاث دول مختلفة، تحتل على خريطة العالم ثلاث نقاط متباعدة... العادات مختلفة... التقاليد متباينة... حتى المواقيت متغايرة... وبرغم العداء وحدتها -رغما عن إرادتها- لحظات الألم البشري، وخطت أسماؤها جنبا إلى جنب في كتب التاريخ على اختلاف توجهاتها، ليبقى شاهد حي على قدرة إنسانيتنا أن توحد فيما بيننا... سطرت أسماؤها على صفحة تحمل عنوانا رئيسيا يوم أسود من أيام البشرية وتحته عنوان فرعي 11 سبتمبر 2001

في مثل هذا اليوم منذ ثمان سنوات كاملة... لم يكن عمري قد بلغ وقتها الثانية عشر... لا أتذكر التفاصيل بشكل دقيق... كل اللي فاكره اني سمعت خير اللهم اجعله خير ان في طيارة دخلت في مبنى في أمريكا... يمين وشمال اني اعرف حاجة او افهم حاجة، ما لقيتش... قالولي عليك وعلى الجزيرة.... للأسف لم نكن حتى ذلك الوقت قد انفتحنا على سماوات العالم... كان كل اللي عندنا من قنوات التليفزيون وقتها الأولى والتانية والتالتة كانت بتحاول D:.... أذكر أني ذهبت وأبي إلى أحد أصدقائه اللي كان عندهم دش وقتها وابتدينا نتابع التفاصيل على الجزيرة

مش عارف ليه بيتهيألي ان ساعة الصدمة الأولى (الساعات الأولى بعد الحادث) كنت حاسس ان في ناس حاسة بنوع من الفرحة.... أعتقد ان ده كان سببه الانتفاضة الفلسطينية وإحساس العرب ان الأمريكان بيؤيدوا إسرائيل، فده خلاهم يشعروا بان ده نوع من أنواع انتقام ربنا... أيا كان... طبعا أنا مش متأكد هل ده فعلا كان شعور الناس ولا انا اللي كان بيتهيألي... مش فاكر وقتها أنا كنت حاسس بايه... بس اللي أنا متأكد منه ان شعوري دلوقتي هو الألم

غير هذا اليوم حياة الآلاف إن لم يكن الملايين.... أذكر أن أصابع الاتهام الأولى أشارت إلى العراق وصدام حسين، ثم انتقلت إلى القاعدة وطالبان وأسامة بن لادن في أفغانستان... بغض النظر عن كل هذه التفاصيل، يبقى أنه، وكرد فعل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، اقتحمت قوات التحالف الأنجلو-أمريكية أفغانستان سعيا وراء طالبان، ثم اتخذ من 11 سبتمبر ذريعة لبدء ما سمي بالحرب على الإرهاب، والتي بدأت بغزو العراق، ولا يعلم سوى الله من كان من الممكن أن تطاله شظايا هذه الحرب

3021 عدد ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001
أكثر من 4000 جندي أمريكي قتلوا في العمليات العسكرية على العراق وأفغانستان
أما عدد الضحايا المدنيين فغير مقدر، ولكنه يتجاوز أضعاف هذا العدد

وبعد ثمان سنوات، لا يتبقى سوى الدمع وذكريات أليمة... أم فقدت ابنها... زوجة مات زوجها، وطفل ذهب أبوه ولم يعد... كل هؤلاء سقطوا ضحايا يوم واحد... في هذا اليوم أو بعده... كلهم كانوا ضحية 11 سبتمبر 2001

مرثية... مرثية لأجل الألم.... مرثية لأجل الدمع... مرثية من أجل المكلومين... مرثية عن المعاناة... مرثية للإنسان

قرار ديكتاتوري رقم 656234


لقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تعينوني عليه
لقد قررت أن أتنحى، تماما ونهائيا عن أي منصـ..... لأ مش ده
القرار التاني
أيوة خلاص... افتكرت
لقد قررنا نحن عبد الرحمن مجدي علي ونحن بكامل قوانا العقلية محاولة إعادة هذا البلوج البائس إلى الحياة مرة أخرى، ونحن على أتم استعداد لتحمل تبعات هذا القرار
والله ولي التوفيق
هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه (هتاف الجماهير السعيدة)

© مش عارف - Template by Blogger Sablonlari