سفاح المعادي.... خبر أطل علينا وسط خضم الأحداث التي تتعاقب على بلدنا
خبر احتل صدر صفحات الحوادث، فشكل الشعب المصري منه صورة متكاملة للرعب الكامن في قلوبنا
خبر سننتظر يوما القبض على صاحبه ونكتشف أنه "مختل عقليا" كما يدعي المسئولون في جهاز أمن الدولة دائما
قد تعتقدون أنني مجنون حين أقول إننا بالغنا في تضخيم الأمر وأعطيناه أكثر مما يستحق فحسب "المصري اليوم" في تقريرها المنشور بتاريخ 4/1/2007 لم تمت سوى فتاة واحدة عمرها 11 عاما وبقية الحالات هي مجرد إصابات، ولست أصبو بقولي هذا إلى نفض الأمر، ولكن إلى التعقل في الحكم على الأمور وعدم إعطائها أكثر من حجمها
وقد ادعى البعض أنهم رأوا ذلك "السفاح" ولكني لا أدري كيف لم يمسكوا به؟ ولماذا لم يحتشد الناس ويلقوا القبض عليه.... أعتذر من كل مصري، ولكني أعتقد أن هذا ناتج عن "ثقافة الجبن والخوف" التي ترسخت في نفوسنا، فحينما يدعي أحد مدرسي أنه رآه بعد صلاة العشاء وهو يضرب إحدى الفتيات ولا يتحرك أحد للإيقاع به فهذا قمة الجبن.... أو ربما هي الهالة التي أحطنا بها هذا الشخص، الذي وإن صح تحليلي له هو أكثر جبنا من الناس الموجودين بالشارع، ولا يستحق لقب "السفاح" الذي أطلقناه عليه؛ لأن السفاح أو القاتل المتسلسل تكون شخصيته أكثر ذكاء من هذا، فلا يضرب اعتباطا، وإنما يختار ضحاياه بدقة، كما أنه لا ينفذ جريمته بهذه الطريقة الرعناء، وإنما ينفذها بهدوء شديد ودون إحداث أي ضوضاء حول الأمر؛ لكي لا يكون أمر الإيقاع به سهلا، اللهم إلا إن كان هذا السفاح محب ظهور، ولست أظن سفاحنا هذا هكذا، فيبدو من طريقته العشوائية أنه لا يدرك ماذا يفعل، فكيف يترك السفاح خلفه ضحية يمكن أن تكون قد رأته، فتكون سببا مباشرا للقبض عليه
إن الحالة التي نعيشها الآن، والمضيق السياسي الذي تعبره "مصر" في هذه الفترة لهو السبب في ظهور مثل هذه الحوادث؛ فحينما تكون حقوقنا مهدرة، والسلطات متجبرة، والشعب لا سبيل له إلى الحصول على أبسط حقوقه..... "العيش المستقر" و"الوطن الآمن" فإن البعض يصيبه الاكتئاب، ويبدأ في التخطيط للانتقام، وغالبا ما يسلك هذا الانتقام الطريق الخطأ، إن كان للانتقام طريق خطأ وآخر صحيح
ولكن يجب أن نحذر من أن هذه الأحداث ربما تكون أحد عصافير أمن الدولة -كما أطلق عليها الدكتور محمد المهدي في جريدة الدستور- وذلك لإلهاء الشعب عن التعديلات الدستورية التي ينتوي الرئيس مبارك القيام بها، ولهذا يجب ألا نعطيها الفرصة لفعل ذلك بنا كما يحدث دائما
وعلى هامش الأمر، فإن الشعب المصري أثبت مجددا أنه أفضل من يطلق الشائعات، كما أنه أول من يصدقها، ويتخذ منها مخبأً، أو يعول عليها في حل مشاكله دون أن يكلف نفسه مشقة محاولة البحث عن حل لها بنفسه
ملحوظة: التحليلات النفسية التي ضمنتها موضوعي هذا هي تحليلاتي الشخصية وليست قائمة على أسس علمية فما أصاب منها فمن الله وما أخطأ فمن نفسي