‏إظهار الرسائل ذات التسميات وجهة نظر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وجهة نظر. إظهار كافة الرسائل

١٩ ديسمبر ٢٠٠٩

آفة حارتنا النسيان- قراءة نقدية لأولاد حارتنا


خلال أقل من ثلاث سنوات قرأت رواية أولاد حارتنا للكاتب نجيب محفوظ مرتين، وبين القراءتين قرأت -تقريبا- كل ما وقع بين يدي عن الرواية من مقالات أو كتب. قرأت الرواية أولا وعقلي يمتلئ بلعنات صبها عليها كل من سمع باسمها حتى لو لم يقرأها. أما المرة الثانية فجاءت بعد أن قرأت عنها مقالات عدة دافعت عنها؛ فاختلطت في رأسي وجهتا النظر، وانخرطتا في نقاش حاد.

ولمن لم يقرأ الرواية، فهذا ملخص لأحداثها قبل الحديث عن تفسيراتها المختلفة. يبدأ محفوظ الرواية بافتتاحية يقول فيها:
"هذه حكاية حارتنا، أو حكايات حارتنا وهو الأصدق. لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذي عاصرته، ولكني سجلتها جميعا كما يرويها الرواة وما أكثرهم. جميع أبناء حارتنا يروون هذه الحكايات، يرويها كل كما يسمعها في قهوة حيه أو كما نقلت إليه خلال الأجيال، ولا سند لي فيما كتبت إلا هذه المصادر."

بعد هذا ينتقل محفوظ إلى الحديث عن البيت الكبير الذي يقع على ناصية الحارة تجاه الصحراء، بيت الجبلاوي. الجبلاوي أصل كل فرد من أفراد هذه الحارة، فهو جدهم جميعا، وكلهم يتحدرون من صلبه. ذاك الجد الذي أحاط نفسه منذ زمن بعيد بهالة حولته إلى أسطورة اختلطت فيها الحقائق بالأوهام والخيالات؛ إذ اعتزل الحارة ولم يره أحد منذ زمن. أضاف إلى هذه الهالة أن الجد عمر طويلا حتى صار مضرب الأمثال بطول عمره. وينقل الراوي قول رجل قال عن الجبلاوي: "هو أصل حارتنا، وحارتنا أصل مصر أم الدنيا، عاش فيها وحده وهي خلاء خراب، ثم امتلكها بقوة ساعده ومنزلته عند الوالي، كان رجلا لا يجود الزمان بمثله، وفتوة تهاب الوحوش ذكره."

باعتزال الجد نشأ الصراع بين الأحفاد؛ إذ ترك الجد وقفا -الحارة والأملاك التي تقع فيها- وشروطا غامضة تتعلق بتوزيع هذا الوقف بين أبناء الحارة، ويتولى عملية التوزيع تلك ناظر الوقف. وهنا نشأ الصراع. فسد الناظر وطمع لنفسه في ريع الوقف، فعين على رأس كل حي من أحياء الحارة فتوة يسيطر عليهم بالقوة والظلم. تصارع الفتوات فيما بينهم حتى انتصر أحدهم، فنال منصب الفتوة الأكبر. بعد هذا اقتسم الناظر وفتواته ريع الوقف فيما بينهم، وتركوا أهل الحارة يحيون كالمتسولين. وحين كان يفكر أحد أبناء الحارة بالاعتراض، فإن فتوة حيه يتولى عقابه بما يراه مناسبا. هذه هي إشكالية الحارة الأزلية، الظلم.

ولكن قبل كل هذا، كيف نشأت الحارة من الأساس. هنا يروي لنا الراوي قصة أدهم. قبل نشأة الحارة كان كل ما يحيط بالبيت الكبير صحراء. عاش الجبلاوي في البيت الكبير وتزوج وأنجب إدريس وعباس ورضوان وجليل وأدهم. الأربعة الأولون أشقاء، أما أدهم فهو أخوهم من الأب فقط؛ إذ أنه ابن جارية سوداء من جواري البيت. في أحد الأيام يجمع الأب الإخوة ليعلمهم أنه قرر ترك مهمة إدارة الوقف لغيره. بدون تفكير، اتجهت كل الأذهان إلى إدريس الأخ الأكبر. ولكن خلافا لكل التوقعات، يقرر الأب توكيل أدهم بهذه المهمة، وهو ما يثير غضب إدريس واندهاش الإخوة الباقين بما فيهم أدهم نفسه. عارض إدريس أباه، وشعر رضوان وجليل وعباس بالغضب له، إلا أنهم آثروا الصمت اتقاء لغضب الأب، وهو ما زاد حنق إدريس. يحتدم النقاش حتى يقرر الجبلاوي طرد إدريس من منزله إلى الخلاء.

ينتقل إدريس إلى الخلاء ويحيا هناك، ويتولى أدهم إدارة الوقف، وتتوالى الأيام، ويتزوج أدهم من أميمة إحدى جواري المنزل. في أحد الأيام، يتسلل إدريس بين مستأجري الوقف، ويصل لأدهم. يفاجأ أدهم بوجوده، ويطلب منه الرحيل، إلا أنه يستأذنه في قليل من وقته ليتحدث معه. يأذن له أدهم، فيخبره إدريس بأمر حُجَّة الوقف الذي يدون فيه الجبلاوي كل شيء عن آل البيت، ويطلب من أدهم أن يتسلل إلى مخدع الأب؛ كي يطلع على الحجة ليعرف إن كان الأب قد حرمه نصيبه أم لا. يتخوف أدهم من هذه الفعلة ويقوم إدريس به محاولا إقناعه، إلا أنه يفشل. لكن قليل الماء يقلقل البناء غير ثابت الأركان، وأدهم منذ طرد إدريس يشعر أنه -بشكل غير مباشر- السبب فيما حدث. لهذا يضطرب إدريس، ويوسوس له عقله بالاطلاع على الحجة؛ ليعرف شأن إدريس وشأنه أيضا. وكمحاولة يائسة منه لوأد هذه الوساوس، يقص ما حدث على زوجته، ملتمسا عندها تأييد رفضه، إلا أنها -على العكس مما كان ينتظر- تشجعه على الاطلاع على الحجة للاطمئنان على مصير أخيه ومصيرهما.

يقرر أدهم الإقدام على هذه الخطوة، وداخله رعب مميت. ينتظر الوقت المناسب فيتسلل إلى مخدع أبيه، ويحاول الاطلاع على الحجة، إلا أن الأب يمسك به، ويقرر طرده من البيت بإدريس إلى الخلاء. يغادر أدهم البيت الكبير، فيعمل مع زوجته على بناء كوخ بجوار جدار البيت، أملا في العودة إلى البيت مرة أخرى، ويجاوره في كوخ آخر إدريس، الذي اتضح أنه دبر هذه الخطة انتقاما من أدهم.

تمر سنوات وأدهم وإدريس في الخلاء، وينجب كل منهما. ينجب إدريس هندا، وينجب أدهم قدري وهمام. يكبر الأبناء، ويعمل ابنا أدهم في رعي الغنم، وتتعلق هند بابن عمها قدري، ويلتقيان خلسة دون علم أهليهما. بعد فترة يفاجأ الجميع بخادم الجبلاوي يزور كوخ أدهم طالبا همام للقاء جده، الذي يعلم حفيده بأنه راض عنه، وأنه يدعوه للعيش في البيت الكبير. يصارح همام جده برغبته في أن يعود مع أهله إلا أن الجد يرفض. يصرف الجبلاوي همام ليخبر أهله ثم ينتقل للحياة خلف أسوار البيت. حين يعود همام يعلم والديه وأخاه برغبة جده، فيطلب منه أبوه تنفيذ رغبة الجبلاوي، في حين يثور قدري ويغضب.

في اليوم التالي، بينما همام وقدري يرعيان الغنم، يقع شجار بينهما يقتل قدري أخاه على أثره، ويدفنه في المرعى. حين يعود إلى البيت يحاول إخفاء الأمر عن والديه، إلا أنه سرعان ما ينكشف، فيذهب مع أبيه لإعادة جثة همام. يهرب قدري من المنزل، ولا يعثر والداه له على أثر.

في مرضه الأخير، يتحقق جزء من حلم أدهم؛ إذ يزوره أبوه في كوخه، ويعلن له عفوه، ويعلمه أن الوقف سيكون ملكا لأبنائه من بعده. يموت أدهم وأميمة وإدريس، ويعود قدري ومعه هند -التي هربت لافتضاح علاقتها بقدري- ومعهما أطفال، فيختلطان بغيرهم ويتناسلون، ومن هنا تنشأ الحارة.

وتبدأ العجلة في الدوران، فيتولى ناظر ويطمع، ويعين فتوات له، ويحيا أهل الحارة في بؤس وضنك. ومن بيت ناظر الوقف يخرج جبل الذي سيخلص الحارة من هذا الظلم. جبل فتى من حي آل حمدان -أحد أحياء الحارة- إلا أن أباه وأمه ماتا في صغره؛ فعثرت عليه زوجة ناظر الوقف، وتولت تربيته.

حين ينفد صبر آل حمدان ويضيقون بحياتهم، ينطلقون نحو بيت الناظر متشكين، طامعين في عدله، إلا أن الناظر يغضب ويثور ويطردهم.

يجتمع الناظر بفتواته، ويأمرهم بمعاقبة آل حمدان على جرأتهم. عندما يشتد العقاب بآله، يغضب جبل، ويغادر بيت الناظر عائدا إلى حيه الأصلي. وبسبب قتله خطأ أحد رجال الناظر يضطر جبل إلى مغادرة الحارة كلها إلى سوق المقطم. وهناك يلتقي المعلم البلقيطي الذي يعلمه فنون الحواة ومنها التعامل مع الثعابين. يتزوج جبل من ابنة البلقيطي ثم يقرر العودة إلى الحارة مرة أخرى حين يلتقي جده الجبلاوي في الخلاء، الذي يطالبه أن يستعيد حق آله المسلوب، وأن يصون كرامتهم، متخذا من القوة دربا. يحقق جبل مراد جده، ويقتل الفتوات -بمعاونة آل حمدان- ويستعيد لهم نصيبهم في الوقف، ويقر بينهم العدل، ويبقى الوضع هكذا حتى يموت جبل.

بعد موت جبل بفترة تعود العجلة إلى نقطة البداية، فيأتي وقت رفاعة. رفاعة شاب طيب من آل حمدان، يعمل أبوه نجارا، إلا أنه ليس مهتما باتباع درب أبيه؛ إذ يتعلم كيفية تخليص الناس من العفاريت المتلبسة بهم، ويتخذ من ذلك هدفا لحياته. بسبب مهنته التي كانت تعد في الحارة مهنة نساء، يصبح رفاعة محل سخرية الناس، ولكن الأمر يكتسب عنده بعدا آخر حين يخاطبه جده الجبلاوي -دون أن يراه- ويطلب منه رفع الظلم عن الحارة. يتخذ رفاعة من بعض الفقراء أصدقاء له بعد تخليصهم من عفاريتهم، ويعلمهم أسرار مهنته، ويدبرون معا خطة لتخليص الحارة كلها من العفاريت حتى يغمرها العدل. ولكن قبل أن يستطيع رفاعة تنفيذ وصية جده، تخونه زوجته، وتشي بأمره إلى الناظر، فيرسل فتواته لقتله، وهو جالس مع أتباعه. بعد موته يعود أتباعه إلى الحارة، وينتقمون من الناظر وأعوانه، وينشرون العدل بين أهل الحارة، محققين بذلك ما أراده الجبلاوي.

ولأن آفة الحارة النسيان، فإن الأمور عادت سيرتها الأولى، وهنا يحين دور قاسم ليكتب اسمه في أشعار الحارة. قاسم شاب من أفقر أحياء الحارة، والذي يسمى بحي الجرابيع، مات والداه، فتبناه عمه. حين يكبر قاسم يعمل بالتجارة مع عمه، ثم ينتقل إلى رعي الغنم لأغنياء الحارة، ومنهم السيدة قمر، السيدة الغنية الوحيدة في حي الجرابيع. لأمانته تعرض عليه قمر -من خلال خادمتها- الزواج. يتزوجان، ويتولى قاسم إدارة أعمالها.

في أحد الأيام، وبينما قاسم في الخلاء وحيدا، يفاجأ بزائر يعرف نفسه على أنه قنديل خادم الجبلاوي، وأخبره أن الجبلاوي يرغب في أن يكون جميع أهل الحارة على قدم المساواة -لأنهم جميعا أحفاده- وأن ريع الوقف يجب أن يوزع عليهم جميعا بالتساوي، كما يجب القضاء على الفتونة.

يبدأ قاسم في حشد الأتباع من حوله حتى يكتشف أمرهم، فيأمرهم قاسم بمغادرة الحارة إلى الخلاء، فيحتمون بجبل المقطم، وينشئون حارة أخرى يعيشون فيها، وتقع بينهم وبين الفتوات معارك عنيفة، يكون النصر فيها نصيبهم، ويعود قاسم إلى الحارة، ويوزع ريع الوقف على الجميع بالتساوي، كما أراد جده.

ويبدو أن تلك الحارة لا تعتبر؛ فما إن مات قاسم، ومرت على عهده سنوات، حتى ارتدت الحارة إلى الدرك الذي كانت فيه. وفي أحد الأيام يأتي الحارة فتى غريب على أهلها، لكنهم سرعان ما يعرفون أنه عرفة ابن إحدى أهالي الحارة، التي كانت قد غادرتها منذ زمن بعيد، لكنهم لم يعرفوا له أبا. عاد ومعه أخوه من أمه حنش، وسكنا في بدروم قديم بحي رفاعة، وهناك يرى عرفة عواطف بنت عم شكرون للمرة الأولى، فيقع في حبها، منافسا بذلك المعلم السنطوري فتوة حي آل قاسم. في النهاية يتزوج عرفة من عواطف بتأييد من المعلم عجاج فتوة الرفاعية.
عرفة -الذي يعمل ساحرا- يضيق بحكايات أهالي الحارة عن جبل ورفاعة وقاسم؛ إذ أن أهالي الحارة يكتفون بالحكي عنهم دون اتباع سيرتهم، لهذا يقرر عرفة أن يقتحم البيت الكبير سعيا وراء الكتاب الذي يحمل شروط الوقف العشرة، حتى يتمكن من تخليص الحارة من الظلم الذي يتغمدها.

يقتحم عرفة البيت، وحين يصل إلى الخلوة حاوية الكتاب يكتشفه خادم الجبلاوي، فيقتله عرفة ويهرب خارج البيت. وفي الصباح يكتشف أمر الخادم؛ فيحزن الجبلاوي عليه حزنا شديدا يفضي به إلى الموت. هنا تميد الأرض بعرفة ذنبا، ويقرر أن يعمل على التخلص من الفتوات، والبحث عن وسيلة لإعادة الجبلاوي للحياة، كتكفير عن ذنبه.

ينجح عرفة في قتل سعد الله فتوة الحارة، ولكنه لا يلبث طويلا قبل أن يفتضح أمره لدى الناظر، الذي يستدعيه ويهدده بكشف حقيقة فعلته -قتل الجبلاوي وسعد الله- لكل أهالي الحارة، ما لم يتعاون عرفة معه، ويزوده بالسلاح السري الذي يستطيع به القضاء على الفتوات، والسيطرة على ريع الوقف كله لنفسه.

يتعاون معه عرفة، فينجحون في القضاء على الفتوات الثلاثة الباقين، وتظل شراكتهما قائمة إلى أن يفيق عرفة من غفلته، فيقرر الهرب إلى خارج الحارة حتى يستعد جيدا، ثم يعود للقضاء على الناظر. ولكن قبل أن يستطيع الهرب يكتشف الناظر فعلته فيقتله، ويهرب حنش، ولكنه يعود مرة أخرى للحصول على كراسة عرفة التي دون فيها كل أسرار السحر التي يعرفها؛ كي يتمكن من تعلمه وإتقانه ثم يعود لتخليص الحارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبما أننا انتهينا من تقديم القصة لمن لم يقرأها، نستطيع الآن أن نمضي في تفسيرات الرواية المتعددة. ولأني دائما أحاول -قدر إمكاني- أن أتحاشى ظن سوء النية -رغم أني لا أنكر أني أقع أحيانا في هذا- ولكن يبقى أني أحاول. أقول، لأني أحاول تجنب ظن سوء النية فسأتحاشى تفسير الرواية على النحو الذي قال بتكفيرها وكاتبها لأنها تمجد العلم على حساب الدين، وأنها تؤيد فكرة موت الإله، مع الاعتراف بأن القراءة العابرة لهذه الرواية يمكن أن تعضد هذا الفهم بأدلة قوية.

لنبدأ أولا مع التفسير الذي لا يقنعني بشكل كاف. قال البعض أن الرواية كانت ترمز إلى سخط محفوظ على ثورة يوليو ورجالها؛ إذ أنه كان يرى أن الثورة لم تحقق ما أتت من أجله، ووعدت الناس به، وأنها لم تختلف كثيرا عما سبقها من العصور. ولا يعود رفضي لهذا التفسير لأنه لا يمكن أن يتحقق في الرواية ويسقط على رموزها، وإنما وجه رفضي أن الرواية أكثر عمقا من هذا التفسير، وأوسع في النظرة. ربما كانت مساوئ الثورة في رأس محفوظ حين انبرى لكتابة الرواية ولكن ليس من أجلها كتبت أولاد حارتنا.

رواية أولاد حارتنا هي رواية عن الإنسانية جمعاء، ولكي نخوض غمار التفسير الثاني للرواية؛ علينا أن نعود إلى الرموز التي كانت دلالاتها -بشكل عام- واضحة للجميع. سيكون التركيز هنا على الرمزين الأهم في الرواية. الجبلاوي الذي قال القراء أنه يرمز إلى الإله وعرفة الذي يرمز إلى العلم. التفسير الثاني هو تفسير محفوظ نفسه للرواية. عن رموز روايته يقول محفوظ أن الجبلاوي يرمز إلى الدين بشكل عام، وأن عرفة يرمز إلى العلم، وموت الجبلاوي حزنا على خادمه الذي قتله عرفة يرمز إلى تراجع دور الدين على يد العلم، وأن الرواية كلها ترمز إلى أن الحياة لا تستقيم بدون الدين والعلم سوية. وأترك التعليق على هذا التفسير لما بعد عرض التفسير الثالث.

التفسير الثالث قرأته في سلسلة مقالات عن محفوظ على موقع بص وطل لكاتب لا تسعفني الذاكرة باسمه حاليا. يقول الكاتب أن محفوظ كان يعاني في هذا الوقت صراعا حادا بين ولائه للعلم والتجربة بحكم الزمن الذي عاش فيه، والدين والتقاليد الدينية التي تربى عليها طوال حياته، وأنه كان يزايله شك حيال الإله؛ فكتب هذه الرواية تعبيرا عن شكه هذا. شك جابهه الكثير والكثير من مفكرينا نذكر منهم على سبيل المثال الدكتور عبد الوهاب المسيري والإمام الغزالي. مشكلة أولاد حارتنا -كما يرى الكاتب- أنها تعرضت لرموز دينية صريحة، ولم تمنح المتلقين مستويات عدة لتفسير النص؛ ولهذا كان الهجوم عليها شديدا. ويدلل الكاتب على كلامه بأن محفوظ عبر عن شكه هذا في روايات تالية، إلا أنه لم يستخدم رموزا دينية صريحة؛ فكانت تلك الروايات أخف وطأة على المتلقين من أولاد حارتنا. وفي نهاية مقاله يؤكد الكاتب أن محفوظ وصل في ختام مسيرته إلى اليقين الذي ظل فترة طويلة من عمره يبحث عنه، كما وصل إليه المسيري والغزالي.

بإعادة قراءة الرواية استطعت تكوين تفسيري الشخصي، الذي يبتعد عن التكفير؛ إيمانا بأن الكفر والإيمان لا يعلمه إلا الله. تفسيري الشخصي يجمع بين التفسيرين الثاني والثالث، بناء على ما قرأت؛ ولهذا ستكون كل كلمة مدعمة من النص بما يؤكدها. قبل الحديث عن ذلك التفسير، يجب أن أنبه إلى أن الكاتب -القاص أو الروائي أو الشاعر على وجه الخصوص- هو مرآة تعكس أحوال شخصه، وتبرز قضايا شعبه، وتبين ظروف عصره، وعلى هذه الحقيقة ينبني تفسيري. فما أراده محفوظ بأولاد حارتنا هو أن يعبر أولا عن شك يزايله هو شخصيا حيال الإله والدين نشأ من دراسته للفلسفة وإيمانه بالعلم، وأن يبرز ثانيا تراجع دور الدين في العالم أمام سفينة العلم الكاسحة التي بهرت أضواؤها أعين الناس واجتذبتهم. هذا تفسيري إجمالا وتفصيله كما يلي.

علينا أولا أن نفهم حال الحارة زمن عرفة، فقد مضى على عهد قاسم زمن، وعادت الحارة إلى ما كانت عليه قبل مجيئه، والناس صامتون لا يتحركون، وكل ما يفعلونه هو التغني بأيام جبل ورفاعة وقاسم، وتمني عودتها، منتظرين من يقوم عنهم بهذا. نرى هذا في وصف محفوظ للحارة في هذا الوقت؛ حيث قال عنها: "لم يعد جبل ورفاعة وقاسم إلا أسماء، وأغاني ينشدها شعراء المقاهي المسطولون." كما قال أيضا عن أهل الحارة أنهم يجترون الإصغاء إلى هاتف في أعماقهم يهمس لهم أن "ليس من المستحيل أن يقع في الغد ما وقع بالأمس، فتتحقق مرة أخرى أحلام الرباب وتختفي من دنيانا الظلمات."

فأهل الحارة قابعون في أماكنهم ينتظرون أن تتغير الأوضاع إلى الأفضل وحدها، وأن يزول الظلم عن حارتهم دون دفع. وفي وسط هذا كله جاء عرفة.

ولكي نفهم شخصية محفوظ علينا أن نفهم شخصية عرفة. فما أراه أن مشاعر عرفة إجمالا تعبر عن مشاعر محفوظ الشخصية. هنا يجب علينا أن نعود إلى أقوال عرفة كي نستطيع فهمه.

يقول عرفة عن الحارة: "في كل شبر من هذه الحارة تجد دليلا على وجود الفتوات، ولكنك لن تجد دليلا واحدا على وجود أناس مثل جبل أو رفاعة أو قاسم." ويقول عن أهالي الحارة: "كل واحد منهم يفاخر برجله بغباء وعمى، يفاخرون برجال لم يبق منهم إلا أسماؤهم، ولا يحاولون قط أن يجاوزوا الفخر الكاذب بخطوة واحدة." وفي نفسه ينبض تساؤل: "متى تكف حارتنا عن حكي الحكايات."

وحين يتحدث عرفة عن السحر فإنه يقول: "السحر شيء عجيب حقا، لا حد لقوته، ولا يدري أحد أين يقف."

ويدور بين عرفة وعواطف هذا الحوار حول الفتوات، فيقول عرفة:
§        أحسن قاسم من قبل يوم قضى عليهم، لكنهم يعودون مثل بعض الدمامل الغامضة.
§        لذلك يتحسر أبي على أيام قاسم.
§        ويوجد غيره من يتحسرون على أيام جبل ورفاعة، لكن الماضي لا يعود.
§        تقول ذلك لأنك لم تشهد قاسم مثل أبي.
§        وهل شهدته أنت؟
§        أبي قال لي.
§        وأمي قالت لي، ولكن ما جدوى ذلك؟ إنه لا يخلصنا من الفتوات...

وحين يتناقشان حول أمر القضاء على الفتونة، تقول عواطف لعرفة:
§        يقولون إنه في وصية جدنا الواقف.
§        أين جدنا؟
§        في البيت الكبير.
§        نعم، أبوك يحدث عن قاسم، وقاسم حدث عن جدنا، هكذا نسمعن ولكنا لا نرى إلا قدري وسعد الله وعجاج والسنطوري ويوسف، نحن في حاجة إلى قوة لتخلصنا من العذاب، فماذا تجدي الذكريات

وتدور مناقشة بينهما حول الجبلاوي، فيقول عرفة:
§        كل مغلوب على أمره يصيح كما صاح المرحوم أبوك: 'يا جبلاوي'! ولكن هل سمعت من قبل عن أحفاد مثلنا لا  يرون جدهم وهم يعيشون حول بيته المغلق؟ وهل سمعت عن واقف يعبث العابثون بوقفه على هذا النحو وهو لا يحرك ساكنا؟
§        إنه الكبر!
§        فقال بارتياب: لم أسمع عن معمر عاش طول هذا العمر.
§        يقال إنه يوجد رجل في سوق المقطم جاوز المائة والخمسين من العمر، ربك قادر على كل شيء.
§        كذلك السحر فهو قادر على كل شيء!

وفي حديث عن السحر تقول عواطف لعرفة:
§        في زمن قصير حقق قاسم العدالة بغير سحرك
§        وسرعان ما ولت، أما السحر فأثره لا يزول

ويقول عرفة مبررا قراره بالدخول إلى البيت الكبير: "ليس غريبا على مجهول الأب أن يتطلع بكل قوته إلى جده، وحجرتي الخلفية علمتني ألا أومن بشيء إلا إذا رأيته بعيني وجربته بيدي، فلا محيد عن الوصول إلى داخل البيت الكبير، وقد أجد القوة التي أنشدها وقد لا أجد شيئا على الإطلاق، ولكني سأبلغ برا هو على أي حال خير من الحيرة التي أكابدها."

وحين يدخل إلى البيت، يرى سرير الجبلاوي، فيفكر "كم يود أن يلقي نظرة عليه ولو من بعيد."

وبعد عودته من تلك الرحلة قاتلا يقول عرفة لحنش وعواطف عن رحلته: "علمتني أنه لا ينبغي أن نعتمد على شيء سوى السحر الذي بين أيدينا! ألا ترى أني غامرت برحلة جنونية وراء فكرة ربما كانت أبعد ما يكون عن ظني." ويقول أيضا: "أنا عندي ما ليس عند أحد، ولا الجبلاوي نفسه، عندي السحر، وهو يستطيع أن يحقق لحارتنا ما عجز عنه جبل ورفاعة وقاسم مجتمعين."

وينقل محفوظ مشاعر عرفة حين اكتشف موت الجبلاوي بسبب مقتل خادمه -على يد عرفة كما ذكرنا- فيقول:
"بدا عرفة حزينا ولكن ما كان يدور بنفسه لم يخطر لأحد على بال. ذلك الذي اقتحم البيت غير مبال بجلاله. الذي لم يتأكد من وجود جده إلا عند موته! الذي شذ عن الجميع ولوث يديه إلى الأبد. وتساءل كيف يمكن التكفير عن هذه الجريمة؟ إن مآثر جبل ورفاعة وقاسم مجتمعة لا تكفي. القضاء على الناظر والفتوات وإنقاذ الحارة من شرورهم لا يكفي. تعريض النفس لكل مهلكة لا يكفي. تعليم كل فرد السحر وفنونه وفوائده لا يكفي. شيء واحد يكفي هو أن يبلغ من السحر الدرجة التي تمكنه من إعادة الحياة إلى الجبلاوي! الجبلاوي الذي قتله أسهل من رؤيته. فلتهبه الأيام القوة حتى يضمد الجرح النازف."

وفي حوار بين حنش وعرفة حول الجبلاوي، يقول حنش:
§        لم يكن من عادتك أن تتحدث عن جدنا باحترام
§        كان ذلك في الزمان الاول وأنا كثير الارتياب، أما وقد مات فحق للميت الاحترام
§        الله يرحمه
§        وهيهات أن أنسى أنني المتسبب في موته، لذلك فعلي أن أعيده إلى الحياة إذا استطعت

وقبل أن يُقتل يفكر عرفة: "...ليس وراء الظلام إلا الموت وخوفا من هذا الموت انطوى (عرفة) تحت جناح الناظر فخسر كل شيء وجاء الموت. الموت الذي يقتل الحياة بالخوف حتى قبل أن يجيء. لو رد إلى الحياة لصاح بكل رجل.. لا تخف.. الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة. ولستم يا أهل حارتنا أحياء ولن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت."

وهكذا نستطيع أن نفهم أن عرفة ساءه أن يرى حارته على الحال التي وصلت إليها، وسئم من أهله انتظار أن يرسل لهم الجبلاوي من يخلصهم من الظلم، فأصابه الشك في وجود الجبلاوي حقيقة، أو على الأقل أصابه الشك في الهالة الأسطورية التي يحيطه بها أهل الحارة.

هنا قرر عرفة أن يقتحم البيت الكبير ليكتشف بنفسه الحقيقة، وليستطيع التصديق؛ إذ أنه لم يعتد تصديق ما لا تراه عيناه وتلمسه يداه. وكل هذا يرمز إلى أن العلم لم يأخذ بأي مسلمات، وأخضع كل شيء للفحص والدراسة والتجريب.

وحين دخل عرفة إلى البيت، وجال فيه، وقتل الخادم، مات الجبلاوي. وهو ما يرمز -في رأيي- إلى موت معنوي؛ فكأن المراد أن العلم حين نشأ أسقط الرهبة عن كل الأفكار المقدسة، واقتحمها ليحللها ويدرسها، ويبقي على الحقيقي منها، ويلغي ما هو أسطوري، ومن ضمن هذه الأفكار فكرة الإله، وبهذا مات الإله في نفوس البشر.

ولأن عقل البشر قاصر، فإن عرفة -حين تسلل إلى البيت- لم يستطع رؤية الجبلاوي، أو الاطلاع على أسرار كتابه، وهو ما يرمز إلى عجز البشر أمام فهم حقيقة الله، وفهم طريقة تسيير هذا الكون بالكامل. وهذا ما أشير إليه بقول عرفة عن رحلته: "علمتني أنه لا ينبغي أن نعتمد على شيء سوى السحر الذي بين أيدينا! ألا ترى أني غامرت برحلة جنونية وراء فكرة ربما كانت أبعد ما يكون عن ظني." فما يعلمه البشر لا يعدل مثقال ذرة فيما لا يعلمونه، وهو ما يشار إليه بقول عرفة: "السحر لا نهاية له، ليس بين يدي منه اليوم إلا بعض الأدوية ومشروع زجاجة للدفاع أو للهجوم، أما ما يمكن أن يوجد فلا يحيط به خيال." ففهم كل شيء عن الكون وما فيه أمر مستحيل على عقول البشر، وحسبهم ما يعرفونه من علم، فلا يجب عليهم الانتظار لفهم كل شيء عن الوقف والواقف، وانتظار أن يتحرك الواقف بنفسه أو يرسل إليهم أحدا ليتخلص لهم من الظلم، بل عليهم أن يتحركوا بأنفسهم للقضاء على الشرور في الحارة.

وحين يعلم عرفة بموت الجبلاوي بسبب اقتحامه منزله (إسقاط العلم لقدسية مفهوم الإله بإخضاعه للدراسة وهو ما ترتب عليه ضعف المفهوم في نفوس البعض وموته في نفوس البعض الآخر)، أقول حين يعلم عرفة بذلك فإنه يرتعب؛ إذ أنه لم يعمد يوما إلى فعل هذا، فكل ما أراده هو التأكد مما يرويه الناس عن الجبلاوي. وبسبب شعوره بالذنب فإن عرفة آل على نفسه إعادة الجبلاوي إلى الحياة إلا أنه يموت قبل تحقيق هذا.

من كل هذا ندرك أن محفوظ كان يعيش في شك، لم يصل شكه هذا إلى مرحلة الإنكار، ولكن عقله لم يستطع استيعاب أشياء كثيرة، لكنه لم يكن يرغب في إلغاء فكرة الدين، والتعبير عن موت الإله كما فهم البعض، ولكنه كان يرى أن الحياة لن تستقيم بالوقوف منتظرين معجزات السماء التي تحل علينا، وإنما على كل منا السعي من أجل قهر الظلم والطغيان، وتحقيق الخير لكل البشر تنفيذا لوصايا الخالق (شروط الوقف العشرة في الرواية)، وأن نستعين على هذا بما تستطيع عقولنا البشرية إدراكه وتعلمه (السحر في الرواية). بهذا تتحقق شروط الواقف، ويبقى حيا بحياة شروطه. وبهذا يمكن فهم ما ذهب إليه محفوظ حين قال أنه ما قصد في روايته إلا أن الحياة لا يمكن أن تستقيم بدون الدين والعلم سوية، ولا يمكن الاكتفاء بأحدهما دون الآخر.

من الأمور التي تؤكد على أن محفوظ لم يكن يرى في العلم بديلا للدين أن الجبلاوي أرسل جبل ورفاعة وقاسما برسالة القضاء على الفتونة فنجح ثلاثتهم في هذا. صحيح أنه بعد موتهم حاد أهل الحارة عن دربهم وعادوا لما كانوا فيه، ولم يبق ذكر للثلاثة إلا في الأشعار، إلا أن الثلاثة نجحوا فيما سعوا إليه، في حين أن عرفة لم يستطع تحقيق هذا بعد موت الجبلاوي. ويؤكد هذا أيضا أن كلا من جبل ورفاعة وقاسم لم يتنازل أحدهم عن رسالته أمام الضغوط العديدة التي تعرض لها، في حين أن عرفة حاد عن حلمه لفترة قبل أن يفيق، هذا لأنه لم يكن مرسلا من قبل الجبلاوي كما أن الجبلاوي كان قد مات، فالعلم لم يكن مدفوعا بقوة الدين؛ لهذا لم يستطع تحقيق الرخاء على الأرض. مضمون هذا أن العلم منتج بشري لا يمكن له تحقيق الرخاء وحده بدون تأييد إلهي.

الخلاصة:
في رأيي أن محفوظ كتب هذه الرواية فعلا وفي داخله تضطرم نيران الصراع بين الدين والعلم، فبالرغم من أنه كان مؤمنا بالعلم والفلسفة، إلا أنه لم يستطع التخلي عن مبادئه الدينية التي حملها داخل نفسه؛ فبث عامدا أو غير عامد بعض الإشارات إلى أن العلم برغم إبهاره لن يستطيع أن يحل محل الدين، ولن يتمكن من حل مشكلات الإنسان وحده، حتى لو ظن الناس هذا لفترة.


على الهامش:
رواية أولاد حارتنا رواية اختلفت فيها الآراء، واحتملت عدة تفسيرات برأ الرواية منها بعض وأدانها بعض آخر. وبإغفال ما يوافق رأي كل منا من هذه التفسيرات، يبقى أن ما تضادَّت فيه الأقوال وتنافرت، تبددت مساعي القطع فيه برأي وتعثرت.


١١ أكتوبر ٢٠٠٩

معانا ولا مع الناس التانيين


كثيرون شعروا في الفترة الأخيرة أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول واللاعبين أصبحوا شديدي الحساسية تجاه كل من يمسهم بأي نقد، وراحوا يصورون كل من ينقدهم بأنه ساع إلى مصلحة شخصية وأشياء من هذا القبيل، وتساءل البعض عن سبب هذا.

في رأيي الشخصي أن ما يفعله الجهاز الفني واللاعبون هو رد فعل وليس فعلا... نتيجة وليس سببا... هذا للبداية... ولأن كل رد فعل هو ناتج في الأساس عن فعل، ولأن لكل نتيجة سببا؛ وجب البحث عن هذا السبب الذي وصل بالمنتخب إلى حالة الحساسية تلك.

أومن أن السبب الرئيسي وراء هذا هو الإعلام الرياضي المصري... فبين مؤيد ومعارض للكابتن حسن شحاتة وجهازه انقسم الإعلاميون الرياضيون، وتباينت اتجاهاتهم... وعلى الرغم من ذلك فإن كل هذه الاتجاهات وللصدفة الغريبة تؤدي إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها.

ففي حال النصر ينطلق المؤيدون المخلصون -على قلتهم كما أزعم- في التهليل للجهاز الفني والمنتخب والثناء عليهم دون الالتفات إلى الأخطاء التي لابد وأن تتواجد في أي مباراة. أما المعارضون فإنهم ينقسمون فريقين. الفريق الأول يركب موجة التأييد ويدعي أنه يؤيد المنتخب منذ البداية حتى لا يهاجمه الجمهور. أما الفريق الثاني فإنه يكون أكثر وضوحا مع نفسه والجماهير، ويصف شحاتة بالمدرب المحظوظ وأنه لولا مستوى اللاعبين ما استطاع تحقيق أي نصر.

أما في حالة الهزيمة فإن المعارضين يجدون فرصتهم للنيل من حسن شحاتة والهجوم عليه وتحميله نتيجة المباراة دون النظر إلى سوء أداء اللاعبين الذي يطغى أحيانا على أخطاء شحاتة، التي لا ينكر أحد وجودها بالطبع. أما المؤيدون فإنهم بالطبع يقفون أمام هذا الهجوم موقف المدافع، ويحملون على المهاجمين دون أن يتوقف واحد منهم أمام الأخطاء التي ارتكبت ليحاول علاجها.

ووسط كل هذا غاب الموضوعيون. قلة فقط هي من استطاعت التعامل مع النصر والهزيمة بموضوعية وحرفية إعلامية؛ فاستطاعوا أن يروا أخطاء النصر التي يجب تفاديها حتى تتوالى الانتصارات، كما استطاعوا أن يروا إيجابيات الهزيمة التي يجب البناء عليها حتى لا تتكرر الانكسارات.

اتجاهات مختلفة ولكن عند النظر إليها جميعا بموضوعية يتبين أنها جميعا تؤدي إلى هذه الحساسية الزائدة من جانب الجهاز الفني، والتي تنتقل بالطبع إلى اللاعبين الذين يحترمون مدربهم، فيصبح المنتخب بأكمله مصابا بحساسية تجاه أي نقد، وتتفاقم هذه الحساسية إلى أن تطال حتى النقد الموضوعي الذي يرى الإيجابيات والسلبيات، ويشكر من اجتهد، ويقوم من لم يؤد على الوجه الأكمل.

١٣ سبتمبر ٢٠٠٩

على جنب يا اسطى


ملحوظة: المشهد التالي محض خيال وأي تشابه بينه وبين أي أحداث حقيقية مجرد صدفة لا عمد فيها أو تدبير

(ميكروباص شبه خالي من الركاب في أحد أحياء القاهرة الكبرى والسائق يبحث عن زبائن)

سواق ميكروباص: رمسيس رمسيس رمسيس

مواطن 1: رمسيس يا اسطى

(فرملة قوية والسائق يوقف الميكروباص في منتصف الطريق في انتظار الراكب)

السواق: أيوة رمسيس... تعالى بسرعة

مواطن 1: يلا خلينا نركب بسرعة... ما صدقنا لقينا حد رايح رمسيس في الصحرا اللي احنا فيها دي

(يتجه المواطنان إلى الميكروباص يرتدي مواطن 1 قميص النادي الأهلي، بينما يرتدي مواطن 2 قميص نادي الزمالك والذي ينظر له السائق بدهشة)

السواق: لا يا أستاذ واحد بس

مواطن 1: يعني ايه واحد يا اسطى؟؟

السواق: واحد يعني واحد.... ايه؟؟! صعبة؟؟؟! واحد بس منكم اللي هيركب

مواطن 1: يعني ايه واحد اللي هيركب؟؟؟ احنا اتنين يا عم

السواق: مفيش مكان غير لواحد... ومش أي واحد كمان.... انت اه... هو لأ

مواطن 1: يعني ايه مفيش مكان غير لواحد؟؟؟ ما العربية فاضية ادامي اهه.... وبعدين اشمعنى انا اركب وهو ما يركبش؟؟

السواق: هو كدة... مزاجي

مواطن 1: (بعصبية شديدة) ايه اللي مزاجك؟؟؟ وهو هيركب فوق دماغك

السواق: لأ... بس تقيل على قلبي

مواطن 1: (بنفاد صبر) ده على أساس ان سيادتك تعرفه من قبل كدة

السواق: لأ... بس هو لابس فانلة الزمالك... وانا اي حاجة من ريحة الزمالك بتبقى تقيلة على قلبي لأني أهلاوي.... وانا مش باركب زملكاوية معايا الميكروباص

مواطن 1: (يكاد ينفجر من الغيظ) يا عم هو احنا داخلين النادي الأهلي ولا الاستاد... احنا هنركب ميكروباص

السواق: وانا قلت مفيش زملكاوية يركبوا في عربيتي أبدا

مواطن 1: (يحاول مع السائق بالهدوء) يا عم الحاج... الله يهديك... احنا هنا بقالنا مدة، وزي ما انت شايف الجو الحر، والدنيا صحرا، وعايزين نروح بيوتنا... وبعدين الزملكاوي ده مش هينجسلك العربية يعني.... ما هو بني آدم زيه زيك، وبعدين العربية مش هتقول لأ... هتستحملنا كلنا

السواق: ده اللي عندي... عايز تركب لوحدك اهلا وسهلا... مش عايز، انت حر

مواطن 1: اتكل على الله يا اسطى... مش راكب... يا نركب مع بعض، يا اما مش هاركب اصلا

السواق: بمزاجك يا خويا.... سلام

(السائق ينطلق في سرعة محاولا تعويض الوقت الذي ضيعه في الشجار، في حين ينظر المواطنان لبعضهما... يندهش مواطن 1 من الهدوء الغريب الذي يعلو وجه مواطن 2 برغم كل ما حدث، إلا أنه لا يعلق على الأمر)

(لم يكد السائق ينطلق، ولسرعته الشديدة أفلتت عجلة القيادة من بين يديه وانقلبت السيارة بمن فيها)

ظلام

٢٩ أبريل ٢٠٠٩

مدرسة ولعها ولعها شعللها شعللها


مدرسة "ولعها ولعها.. شعللها شعللها" العليا (الإعلام الرياضي سابقا) ترحب بكم..
على راغبي الالتحاق بالمدرسة التقدم لملء الاستمارات قبل يوم 1 أغسطس 2009.. كلما كان التقدم للالتحاق أسرع كلما ازدادت فرص قبول الطلب؛ حيث أن عدد المتقدمين كبير، وللأسف فإن الأماكن محدودة..
يا ريت ما تنسوش.. كل واحد جاي يملا الاستمارة يجيب دمغة.. ولازم الدمغة تكون من عند أم محمد اللي قاعدة جنب سور المدرسة...
ويا ريت تفتكروا عم إسماعيل بواب المدرسة بحاجة عشان يدعيلكوا..
والموظف اللي هيستلم الاستمارات درجه هيكون مفتوح.. وع البحري عشان مفيش حد يقول ما كنتش اعرف..
وكل سنة وانت طيب يا باشا.. وكل سنة وانتي طيبة يا مدام..
وكل ما النفحة تزيد فرص القبول تزيد..
المهم.. كفاية رغي كتير.. ندخل في المفيد..
شروط الالتحاق بالمدرسة:
1. على كل متقدم أن يخضع لاختبار في فنون الأسفنة والضرب تحت الحزام، كما عليه أن يخضع لاختبار في فنون التحوير والتلاعب بالكلمات لتسخين الناس على بعضها
* في حالة الرسوب في أي من هذين الاختبارين على الطالب أن يخضع لكورسين تأهيليين حتى يكون معدا إعدادا جيدا للدراسة بالمدرسة

2. على كل متقدم أن يرفق بطلب التقدم المستندات التي تثبث قدرته على شراء عدد 10 علب كبريت وعدد 3 جركن جاز (لو ينفع بنزين 90 يبقى كويس، وممكن أي مادة تانية سريعة الاشتعال) حتى يتمكن من تطبيق الدروس التي يتعلمها عمليا تحت إشراف الأساتذة المتخصصين
* ملحوظة هامة: التطبيق العملي هيتم لطلاب السنة الأولى والتانية في بيئة معدة خصيصا لذلك لضمان أعلى معدلات الأمان وذلك لنقص خبرتهم
* طلاب السنتين الثالثة والرابعة سيتم تدريبهم عمليا على أرض الواقع حتى يتم إعدادهم لمواجهة الحياة العملية دون أي مشاكل

3. على كل متقدم أن يخضع لمقابلة شخصية مع 3 مشجعين لـ 3 أندية مصرية مختلفة وعليه اجتياز هذه المقابلة بنجاح
* لاجتياز المقابلة على المتقدم أن يشعل الفتنة بين المشجعين الثلاثة ويا ريت لو يقدر يخليهم يضربوا بعض.. وعايزين دم، عايزين الناس تتلم

ملحوظة هامة جدا: مرفق باستمارة الشروط نموذج للدروس التي سيتلقاها الطالب خلال سنوات دراسته بالمدرسة، وعلى كل متقدم للالتحاق أن يعي هذا الدرس جيدا؛ حيث سيتم اختباره في هذا الدرس بشكل عملي من خلال نموذج محاكاة للواقع
##########################################################

الدرس الأول: كيف تشعل الفتنة بين جماهير 3 أندية بمقال واحد؟؟



كي تستطيع أن تفعل هذا بنجاح، عليك الالتزام بالخطوات التالية:
1. وضع موسم الدوري كالآتي.. الموسم في أسابيعه الأخيرة.. المنافسة مشتعلة في القمة وفي القاع.. فرقتان (أ و ب) من الثلاث يتنافسان على لقب الدوري.. النقاط بين الفريقين متساوية والمباريات المتبقية لكل فريق منهما متساوية أيضا.. الفريق الثالث خارج حسابات المنافسة تماما إلا أنه في منطقة الأمان (يعني لا هياخد الدوري ولا هينزل درجة تانية)

2. الأجواء بين الجماهير محتقنة نتيجة لاشتداد المنافسة

3. فريق ب لديه مباراة مع الفريق الثالث.. الفريق الثالث يرغب بشدة في ألا يفوز فريق أ بالدوري هذا الموسم، ويفضل فوز فريق ب

4. في هذه الحالة كل ما عليك فعله هو نشر مقال قبل المباراة بعدة أيام تقول فيه أن الفريق الثالث محتمل بنسبة كبيرة تفويته لمباراته مع فريق ب حتى ييسر له فرصة الفوز بلقب الدوري على حساب فريق أ

5. كلما زاد عدد المقالات كلما كان ذلك أفضل وكلما كان التأثير مضمونا بنسبة أكبر
طريقة مجربة ومضمونة النجاح، ويا ريت تدعوا لصاحب الفكرة ربنا يسامحه وبعدين ياخده (أقصد يرحمه)..

ملحوظة هامة: تمت تجربة هذه الفكرة في نهاية موسم الدوري المصري لعام 2008/2009 حين كان الأهلي والإسماعيلي يتنافسان على لقب الدوري ولكل منهما 54 نقطة و3 مباريات متبقية.. كان للإسماعيلي مباراة مع الزمالك اللي كان في المركز السادس وقتها وضمن انه موجود في الدوري الموسم اللي بعده لكنه خارج حسابات المنافسة لهذا الموسم.. ولأن العلاقة بين الإسماعيلي والزمالك طيبة بدأت وسائل الإعلام الرياضي المصرية تنشر مقالات عن ولأن العلاقة بين الإسماعيلي والزمالك طيبة بدأت وسائل الإعلام الرياضي المصرية قبل المباراة بأيام تنشر مقالات عن إن الزمالك هيفوت الماتش للإسماعيلي عشان يديله الفرصة في الفوز بالدوري على حساب النادي الأهلي.. طبعا المقالات دي نجحت في تحقيق المراد والدنيا كانت ولعة وحاجة آخر ألسطة.. جماهير الأهلي من ناحية وجماهير الزمالك والإسماعيلي من ناحية تانية قاموا على بعض وكلهم نسيوا إن المنتخب الوطني بيلعب في تصفيات كاس العالم وحالته زي الزفت ومحتمل انه ما يوصلش لكاس العالم ومش ناقص ان الجماهير كمان تختلف وتتخانق

وحسبي الله ونعم الوكيل

٠٨ ديسمبر ٢٠٠٨

عمرو مصطفى

ده حوار اتنشر في بص وطل، عملته ولاء عمران مع المطرب والملحن عمرو مصطفى
الحقيقة الحوار استفزني جدا
أنا مش جاي انتقد عمرو مصطفى كشخص، بس أنا باتكلم عن ظاهرة بقت رخمة وسخيفة
كتير أوي من المطربين والممثلين الجدد أصبح اهتمامهم الأول في الحوارات الصحفية والفرقعات الإعلامية
بقى هدف كتير منهم إنه يحيط نفسه بفقاعة كبيرة، ويقول كلمة هنا ويرجع ينفيها هناك، وينسى شغله
وفي الآخر تلاقي كل واحد منهم كل اللي حيلته ألبومين أو فيلمين واحد منهم مضروب والتاني يا دوبك بيعرج
فيها ايه لو كل واحد يقعد ساكت ويخليه في حاله ويشتغل ويكون شغله هو المقياس
العرب زمان كان عندهم مثل بيقول ايه:
"أسمع جَعجَعة ولا أرى طِحنا"
يعني.... سامع صوت الرحايا بتطحن القمح، لكن مش شايف الدقيق (المنتج النهائي)
على رأي واحد صاحبي
هوهوة على الفاضي
ده الحوار

عمرو مصطفى
جمهوري يردد أغانيّ وكأنها نشيد وطني

من أهم الملحنين في الوطن العربي
ألحانه.. كانت سبباً في نجومية بعض المطربين المهمين
اتجه إلى الغناء.. وقدم ألبومه الأول

ولكن

هاجمه البعض.. على الرغم من أنه حقق نجاحاً كبيراً
صراحته الزائدة.. عرضته لكثير من المشاكل
ولكنه.. لم يلتفت لكل ذلك
وفاجأنا بألبومه الجديد.. شكلاً وموضوعاً

ولذلك كان لنا معه هذا اللقاء.. إنه المطرب والملحن "عمرو مصطفى"!!

ماذا عن ألبومك الجديد "علامة في حياتك"؟

الألبوم ده أنا بعتبره حاجة مهمة جدا، وعلامة مهمة فعلا في حياتي.. وقد تعبت جدا في تحضيره وقد اخترت أغاني هذا الألبوم في سنة كاملة ونفذته كله في شهر والألبوم يضم تسع أغنيات وأغنية ريمكس، وكان من المفترض أن تضم الأغاني إحدى عشرة أغنية.. لكن "عمرو دياب" أعجبته أغنيتان فطلبهما لنفسه فأعطيتهما له.. وهما أغنية "ذكريات إيه" من كلمات "تامر حسين"، وأغنية "ليه لما قابلتك" وهي من كلمات "خالد تاج الدين".

ماهو الشكل الجديد الذي اعتمدت عليه في ألبومك؟

الجديد هو أنني قدمت فيه كل أنواع الموسيقى الموجودة في العالم كله فتضمن الألبوم موسيقى الروك وموسيقى لاتينية وموسيقى شرقية حتى موسيقى كوكب الشرق "أم كلثوم" هتلاقيها موجودة في الألبوم.

ما السر في اختيارك لموزعين أجانب لتوزيع كل أغاني الألبوم؟

بصراحة شديدة.. لأن الأجانب يتميزون بالإحساس العالي، وليس الحفظ واحنا عندنا الموزعين حافظين شكلا معينا من الموسيقى وينفذونه دون إحساس لكن الأجانب دارسين كويس جدا.

لكن الموزعين المصريين أكدوا أن توزيع ألبومك عادي جداً وليس به أي جديد؟

والله تبقى المشكلة عندهم هما، ولازم يكشفوا على آذانهم؛ لأنها أكيد تعبانة، وعندهم مشاكل صحيه فيها.

أنت متهم بالغرور والنرجسية.. فما تعليقك؟ لاحظ إجابته على السؤال اللي قبله

أنا طول عمري في حالي، وأنا بطبيعتي لا أحب النفاق ولا المجاملة، وأنا سافرت للخارج لكي أبعد عن أي مشاكل وأعتقد أن هذه ليست نرجسية، وأنا بعدت عشان احافظ على العلاقة الموجودة بيني وبين جمهوري والذي يريد البعض أن يشوهها.. وأنا أرى أن صاحب الحق في انتقادي هو جمهوري فقط.. أما الذين ينافسوني فليس لهم الحق في انتقادي!

هل ترى نفسك مطرباً ناجحاً؟

الحمد لله، وأنا ألمس ذلك من جمهوري الذي يتفاعل معي في الحفلات.. وفي الحفلة الأخيرة لي في الساحل الشمالي كان جمهوري أكثر من ثلاثين ألف فرد، وهذا رقم كبير جدا.. ومعنى أن يحضر لك ثلاثون ألف فرد هو أنك مطرب ناجح.

ولكن قيل إن الجمهور في هذه الحفلة جاء من أجل "هيفاء وهبي" وليس من أجلك؟

والله يقولوا اللي يقولوه أنا كل اللي يهمني إن الجمهور اللي حضر كان متفاعل جدا معايا وظل طوال الوقت يرقص ويغني معي كل الأغاني.. وأنا سعيد جدا إنهم اتبسطوا وتفاعلوا معايا.
ولايهمني إن أي حد يقول كانوا جايين لـ"هيفاء" أو لـ"عمرو" المهم النتيجة، وهي إنهم فرحوا وتفاعلوا بغنايا.

ماهي أكثر أغانيك التي عجبت الجمهور ورددها معك في حفلاتك؟

الحمد لله كانوا حافظين معظم أغانيّ ورددوها كلها وكأنها نشيد وطني، وهذا ليس غرورا والله لكنها ثقة فيما أقدمه!

ماهو شعورك.. والجمهور يردد كل أغانيك؟

حاسس إني فعلا ماشي على الطريق الصح.

ماهو الهدف الذي تسعى إليه؟

أسعى إلى الارتقاء بالأغنية العربية وتقدمها للعالم كله بشكل لائق، فعندما كنت أسمع أغاني العندليب "عبد الحليم حافظ" كنت أشعر برقي هذه الأغاني سواء في الكلمات والألحان والتوزيع، ولهذا السبب فإن أغنياته مازالت باقية حتى الآن.

صورت كليب "أول ما أقول" بشكل مختلف فحدثنا عنه؟

أول شيء حرصت عليه في الكليب هو أنني أردت أن أظهر على طبيعتي.. أضحك وأرقص وأغني وأحب.. ولابد أن أنسى تماما أنني أمثل وأنا اعتبر كليب "أول ما أقول" هو بدايتي الحقيقية.. وقد صورت الكليب في فرنسا لمدة يومين كاملين وتكلفته كانت ضخمة وعالية جدا.

من أين جئت بكل هذا الكم من الرومانسية التي حملتها أغنيات الألبوم؟

من حبي لأسرتي فـ"سلمى" ابنتي أعتبرها ملهمتي الأولى في الحب وأنا بشوف في عنيها كل أغنياتي ونفسي أعيش لغاية ما أشوفها عروسة لابسة فستان الفرح وأغني لها "حلمت بيك، وبرتاح معك، ولمستك" و"عبد الله" ابني نفسي أغني له "مين حبيب بابا".

من وجهة نظرك.. ماهو الفرق بين ألبومك الأول وألبومك الثاني؟

الألبوم الأول كان مليئاً بالإحساس، ولكن بدون تطور موسيقي.. لكن الألبوم الثاني يشتمل على الإحساس العالي وتطور في الموسيقي.. وفي الألبوم غنيت وأنا ملحن وفي الألبوم الثاني غنيت وأنا مطرب.. وفي الألبوم الأول لم يكن عندي خبرة كافية تجعلني أستطيع الوقوف أمام المايك كمطرب.. هذا غير أن الذين تعاملوا معي فيه عاملوني كملحن لكن في ألبومي الثاني الموزعين الأجانب تعاملوا معي كمطرب.

هل تهوى إثارة المشاكل؟

إطلاقاً.. ولكني في فترة ما شعرت أن الإعلام مسخر ضدي لصالح ناس معينة، ولكني لن ألتفت لكل هذا وسأظل أقول الحق لحد آخر يوم في عمري.

يقال إنك صورت بوستر الألبوم في برج إيفل في باريس.. ولكنه لم يعجبك فقررت التصوير عند الأهرامات؟

لا.. هذا كلام غير حقيقي، ولم أقم بتصوير أي صور في برج إيفل.. أنا صورت من البداية عند منطقة الأهرامات.



ولماذا اخترت الأهرامات تحديدا؟

لكي يعرف العالم كله أن ألبومي مصري.. ولكي يرى العالم حضارتنا.

لكن قيل إن غرضك هو أن تقول لمنافسيك إنك هرم من ضمن هذه الأهرامات؟

والله إذا كان ده رأيهم، فسأكتفي بكلمة واحدة (لا تعليق!).

أنت من أكثر المطربين الذين يهاجمون بشكل مستمر.. فما السر في هذا الهجوم الشديد عليك؟

صدقيني أنا لا أعرف سبباً واضحاً لكل هذا الهجوم، ولكن هذه الحروب جعلتني أقوى.. وكلما كان الهجوم بشكل مكثف وجدت عندي قدرة أكثر على الإبداع.. وأنا بقولهم ياريت تهاجموني أكتر عشان أرد عليكم بأغاني وألحان أفضل!!

ما الجديد الذي تحضر له حالياً؟

انتهيت من تلحين مجموعة من الأغنيات لكل من المغني التركي Mansur Ark"" والمغنية اليونانية "أذنجيلا ديمتري" والمغنية الإسبانية "Raquel Camins" والمغنية الفرنسية "مانديلا".. وأعتبر أن هذا إنجاز لم يحدث من قبل في الوطن العربي.

٢٣ فبراير ٢٠٠٧

فتنة النساء

النساء... عالم تتداخل كائناته لتخلق غموضا يصعب على من خارجه فك شفرته

ذلك العالم الذي نلقي عليه باللوم دائما في كل شيء

فمنذ بدء الخليقة ونحن نحمله أخطاءنا التي نقع فيها

حتى أننا جعلنا من أمنا "حواء" سببا لخروج أبينا "آدم" من الجنة

يوم الجمعة 23/2/2007م علقنا على جدار هذا العالم خطئا آخر

فعندما كنت في صلاة الجمعة، وبينما الخطيب يتحدث تطرق إلى سبب تخلفنا عن الأمم المتحضرة

ذلك الخطيب المبدع المتألق جعل من تبرج النساء السبب فيما وصلنا إليه، وأنهم إذا عادوا إلى الزي الإسلامي فسوف تعود أمتنا إلى تقدمها

وقبل أن يلحقني البعض بركب "فاروق حسني"، ويتهموني بأني معادٍ للإسلام فحديثي هنا لا يخوض في أمر ديني بل أمر دنيوي

فأن يصل بنا الانحدار إلى أن نضع الحل لكل مشكلاتنا في احتشام النساء من عدمه فهذه أقصى درجات انعدام العقل

فإذا كان الله يصب غضبه على الأمة التي نساؤها متبرجات، فكان الأولى أن يخسف بأمريكا والدول الأوروبية الأرض

لقد غفل الخطيب أو تغافل عن أسباب عدة، وكلها لا تخرج عن قيم الإسلام، ولنأخذ معا أهمها

إنها قيمة العمل، فما دام الكسل والتراخي هما مستقرنا فلن نصل أبدا إلى ما نطمح إليه

وهناك شيء آخر إنها تلك البيئة التي نحيا فيها، البيئة - التي بفضل حكامنا - أصبح شغلنا الشاغل فيها إما أن نبحث عن منفذ للهرب من الالتزامات التي تفرضها علينا، وإذا لم نهرب منها فإننا نبقى فيها مجبرين فقط بحثا عن قوت يومنا ورزقنا.... فقد قضى الحاكم بأمره في جمهورية مصر العربية بإعدام أي فرصة أو مجال للإبداع؛ لأن الإبداع يحرر الإنسان من كل قيوده، وهذا بالطبع شيء لا يريده سيادته؛ حتى لا نفيق إلى مشاكلنا والمآزق التي وضعنا فيها فننقلب عليه

وبالعودة إلى موضوعنا فإن ضيق أفق تفكيرنا من الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الزقاق المسدود، ولا سبيل إلى الخروج منه إلا بهدم الجدار الذي يفصلنا عن التفكير العلمي والمنطقي، وهو ما سيضعنا على بداية طريق نهايته حلمنا

٣١ يناير ٢٠٠٧

أنا متغاظ



في البدء أعتذر عن الغياب لظروف الامتحانات

اليوم: الثلاثاء
التاريخ: 30/1/2007م
الساعة: 9 صباحا
قطعت تذكرة الدخول إلى معرض الكتاب، وعندما تجاوزت الأبواب كان المعرض خاليا تماما، وعدد كبير من دور النشر لم تكن قد فتحت أبوابها بعد، وكذلك صالات العرض الرئيسية
بدأت التجول في طرقات المعرض إلى أن وجدت بعض الدور المفتوحة، فدخلت إليها وبدأت أتجول بين الكتب، فووجهت بنوعين منها
الأول: كتب تافهة رخيصة الثمن
الثاني: كتب قيمة غالية الثمن
وعدد قليل من الكتب متوسطة السعر ذات القيمة وهو ما اشتريت
بعد هذا قررت التوجه إلى مكتبة الأسرة؛ علّي أجد فيها كتبا جيدة السعر، وما إن وصلت إليها حتى فوجئت بالمسئول عن المكتبة يقول لي: "انتظر نصف ساعة" (فكرني بالمصالح الحكومية) المهم أنني أخذت طريقي إلى صالات العرض وهو ما زاد حسرتي؛ حيث وجدت فيها كتبا قيمة، ولكني للأسف لم أكن أملك أثمانها
الساعة الآن: 11 صباحا
خرجت من المعرض حاملا في يدي حقيبة صغيرة بها حصيلة اليوم من الكتب (8 كتب بالعدد) وأنا أتساءل في نفسي
ما فائدة الطباعة الفخمة للكتب إذا لم يشتريها الناس؟
فهل لدى أحد إجابة؟

١٧ يناير ٢٠٠٧

سفاح المعادي


سفاح المعادي.... خبر أطل علينا وسط خضم الأحداث التي تتعاقب على بلدنا

خبر احتل صدر صفحات الحوادث، فشكل الشعب المصري منه صورة متكاملة للرعب الكامن في قلوبنا

خبر سننتظر يوما القبض على صاحبه ونكتشف أنه "مختل عقليا" كما يدعي المسئولون في جهاز أمن الدولة دائما

قد تعتقدون أنني مجنون حين أقول إننا بالغنا في تضخيم الأمر وأعطيناه أكثر مما يستحق فحسب "المصري اليوم" في تقريرها المنشور بتاريخ 4/1/2007 لم تمت سوى فتاة واحدة عمرها 11 عاما وبقية الحالات هي مجرد إصابات، ولست أصبو بقولي هذا إلى نفض الأمر، ولكن إلى التعقل في الحكم على الأمور وعدم إعطائها أكثر من حجمها

وقد ادعى البعض أنهم رأوا ذلك "السفاح" ولكني لا أدري كيف لم يمسكوا به؟ ولماذا لم يحتشد الناس ويلقوا القبض عليه.... أعتذر من كل مصري، ولكني أعتقد أن هذا ناتج عن "ثقافة الجبن والخوف" التي ترسخت في نفوسنا، فحينما يدعي أحد مدرسي أنه رآه بعد صلاة العشاء وهو يضرب إحدى الفتيات ولا يتحرك أحد للإيقاع به فهذا قمة الجبن.... أو ربما هي الهالة التي أحطنا بها هذا الشخص، الذي وإن صح تحليلي له هو أكثر جبنا من الناس الموجودين بالشارع، ولا يستحق لقب "السفاح" الذي أطلقناه عليه؛ لأن السفاح أو القاتل المتسلسل تكون شخصيته أكثر ذكاء من هذا، فلا يضرب اعتباطا، وإنما يختار ضحاياه بدقة، كما أنه لا ينفذ جريمته بهذه الطريقة الرعناء، وإنما ينفذها بهدوء شديد ودون إحداث أي ضوضاء حول الأمر؛ لكي لا يكون أمر الإيقاع به سهلا، اللهم إلا إن كان هذا السفاح محب ظهور، ولست أظن سفاحنا هذا هكذا، فيبدو من طريقته العشوائية أنه لا يدرك ماذا يفعل، فكيف يترك السفاح خلفه ضحية يمكن أن تكون قد رأته، فتكون سببا مباشرا للقبض عليه

إن الحالة التي نعيشها الآن، والمضيق السياسي الذي تعبره "مصر" في هذه الفترة لهو السبب في ظهور مثل هذه الحوادث؛ فحينما تكون حقوقنا مهدرة، والسلطات متجبرة، والشعب لا سبيل له إلى الحصول على أبسط حقوقه..... "العيش المستقر" و"الوطن الآمن" فإن البعض يصيبه الاكتئاب، ويبدأ في التخطيط للانتقام، وغالبا ما يسلك هذا الانتقام الطريق الخطأ، إن كان للانتقام طريق خطأ وآخر صحيح

ولكن يجب أن نحذر من أن هذه الأحداث ربما تكون أحد عصافير أمن الدولة -كما أطلق عليها الدكتور محمد المهدي في جريدة الدستور- وذلك لإلهاء الشعب عن التعديلات الدستورية التي ينتوي الرئيس مبارك القيام بها، ولهذا يجب ألا نعطيها الفرصة لفعل ذلك بنا كما يحدث دائما

وعلى هامش الأمر، فإن الشعب المصري أثبت مجددا أنه أفضل من يطلق الشائعات، كما أنه أول من يصدقها، ويتخذ منها مخبأً، أو يعول عليها في حل مشاكله دون أن يكلف نفسه مشقة محاولة البحث عن حل لها بنفسه


ملحوظة: التحليلات النفسية التي ضمنتها موضوعي هذا هي تحليلاتي الشخصية وليست قائمة على أسس علمية فما أصاب منها فمن الله وما أخطأ فمن نفسي

٠٥ يناير ٢٠٠٧

بنحب مصر


عندما شاهدت مدونة بحب مصر أتتني فكرة هذه التدوينة



هل تعرفون لماذا نلهث وراء الحرية والديمقراطية لبلدنا الحبيب مصر؟

هل تعرفون لماذا لم يفر المصريون بجلودهم إلى أي دولة أخرى بغض النظر عن حالات الهجرة الجماعية إلى إسرائيل أو إيطاليا أو غيرهما؟

السبب هو أننا نحب مصر

نعم يا سادة السبب هو حبنا لمصر فحبنا لها يدفعنا إلى البحث عن الأفضل لها دائما وتحمل أذاها ولهذا ليس لمشاكلنا مع مصر سوى حلين

الأول: إما أن تكون مصر كما نريدها لا كما يريدها اللصوص والخونة

والثاني: أن نتوقف تماما عن حب مصر وعندها لن تضيرنا أوضاعها

وأظن الحل الأول أيسر

١٣ ديسمبر ٢٠٠٦

مصر وتعليم مصر


شخصيا أنا أرى أن التعليم المصري وللأسف مشروع فشل بكل المقاييس، وبرغم كل الأكاذيب والمزاعم التي يطلقها المسئولون عن أن مصر دولة متقدمة في المجال التعليمي، وكل ما يدعونه من محاولات للرقي بالمنظومة التعليمية في مصر إلا أنني أشك في صدقهم (عادتنا ولا هنشتريها، دايما مكدبين الحكومة) المهم طبقا لما ذكره موقع عشرينات فإن جورج برنارد شو كان يعتبر أن التعليم في بلاده (أيرلندا) تعليما فاشلا، لذا فلم يتم تعليمه فما بالكم بتعليمنا؟

يا ريت يا جماعة تعذروني، أنا عارف إن التدوينة ممكن ما يكونش ليها لازمة لكن أنا بافك عن نفسي، أصلي بعيد عنكم ثانوية، ادعولييييييييييييييييييييييييييي

© مش عارف - Template by Blogger Sablonlari