كثيرون شعروا في الفترة الأخيرة أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول واللاعبين أصبحوا شديدي الحساسية تجاه كل من يمسهم بأي نقد، وراحوا يصورون كل من ينقدهم بأنه ساع إلى مصلحة شخصية وأشياء من هذا القبيل، وتساءل البعض عن سبب هذا.
في رأيي الشخصي أن ما يفعله الجهاز الفني واللاعبون هو رد فعل وليس فعلا... نتيجة وليس سببا... هذا للبداية... ولأن كل رد فعل هو ناتج في الأساس عن فعل، ولأن لكل نتيجة سببا؛ وجب البحث عن هذا السبب الذي وصل بالمنتخب إلى حالة الحساسية تلك.
أومن أن السبب الرئيسي وراء هذا هو الإعلام الرياضي المصري... فبين مؤيد ومعارض للكابتن حسن شحاتة وجهازه انقسم الإعلاميون الرياضيون، وتباينت اتجاهاتهم... وعلى الرغم من ذلك فإن كل هذه الاتجاهات وللصدفة الغريبة تؤدي إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها.
ففي حال النصر ينطلق المؤيدون المخلصون -على قلتهم كما أزعم- في التهليل للجهاز الفني والمنتخب والثناء عليهم دون الالتفات إلى الأخطاء التي لابد وأن تتواجد في أي مباراة. أما المعارضون فإنهم ينقسمون فريقين. الفريق الأول يركب موجة التأييد ويدعي أنه يؤيد المنتخب منذ البداية حتى لا يهاجمه الجمهور. أما الفريق الثاني فإنه يكون أكثر وضوحا مع نفسه والجماهير، ويصف شحاتة بالمدرب المحظوظ وأنه لولا مستوى اللاعبين ما استطاع تحقيق أي نصر.
أما في حالة الهزيمة فإن المعارضين يجدون فرصتهم للنيل من حسن شحاتة والهجوم عليه وتحميله نتيجة المباراة دون النظر إلى سوء أداء اللاعبين الذي يطغى أحيانا على أخطاء شحاتة، التي لا ينكر أحد وجودها بالطبع. أما المؤيدون فإنهم بالطبع يقفون أمام هذا الهجوم موقف المدافع، ويحملون على المهاجمين دون أن يتوقف واحد منهم أمام الأخطاء التي ارتكبت ليحاول علاجها.
ووسط كل هذا غاب الموضوعيون. قلة فقط هي من استطاعت التعامل مع النصر والهزيمة بموضوعية وحرفية إعلامية؛ فاستطاعوا أن يروا أخطاء النصر التي يجب تفاديها حتى تتوالى الانتصارات، كما استطاعوا أن يروا إيجابيات الهزيمة التي يجب البناء عليها حتى لا تتكرر الانكسارات.
اتجاهات مختلفة ولكن عند النظر إليها جميعا بموضوعية يتبين أنها جميعا تؤدي إلى هذه الحساسية الزائدة من جانب الجهاز الفني، والتي تنتقل بالطبع إلى اللاعبين الذين يحترمون مدربهم، فيصبح المنتخب بأكمله مصابا بحساسية تجاه أي نقد، وتتفاقم هذه الحساسية إلى أن تطال حتى النقد الموضوعي الذي يرى الإيجابيات والسلبيات، ويشكر من اجتهد، ويقوم من لم يؤد على الوجه الأكمل.
0 Comments:
إرسال تعليق