٠٣ فبراير ٢٠٠٧

دي بداية رواية "السفير" اللي أنا باكتبها

عشرة أعوام من عمري تدافعت نحو الثرى

عشرة أعوام حصلت فيها على وظيفة مرموقة في وزارة الخارجية، سرعان ما ترقيت فيها، ثم منحت منصب سفير مصر في فرنسا، وحصلت مع المنصب على سيارة فارهة، وفيلا واسعة في باريس، ويخت وشقة في أحد أجمل شواطئ فرنسا... مارسيليا

عشرة أعوام قايضت فيها أهلي وأصدقائي وزوجة جميلة محبة بالشهرة والمجد

عشرة أعوام انسابت فيها السعادة من بين أصابعي؛ لتحل محلها شهرة ونقود وبعض عرض الدنيا الآيل إلى الزوال

عشرة أعوام خسرت فيها اطمئناني وشعوري بالأمان

عشرة أعوام تحوم حولي أشباح ماضيَّ وذكريات حياتي السابقة

عشرة أعوام فقدت فيها أهم شيء في حياة المرء
احترامي لذاتي مما أفقدني احترام الناس لي
*****
اسمي محمد نصر الدين، أبلغ من العمر حاليا الأربع والستين، فيومي الأصل، قاهري المولد، حاصل على بكالوريوس من جامعة القاهرة في الاقتصاد والعلوم السياسية، قضيت طفولتي في حي جاردن سيتي واستمتعت بكل لحظة فيها..... فرحت في أول أيام دراستي، وبكيت بحرقة لفراق مدرستي الابتدائية التي كونت فيها العديد من الصداقات مع فتية وفتيات، صداقات استمر بعضها، بينما وقع البعض الآخر في أيدي الحياة ومشاغلها فتلاعبت بها إلى أن ملَّت منها، فألقت بها في أول صندوق قمامة صادفته

كانت تلك السنوات الست زاخرة ومزدحمة بالكثير من الأحداث؛ ولهذا حزنت عندما فارقتها إلى ثلاث الإعدادية، ولكني سرعان ما نسيت الأمر، وتخللتُ سنوات الإعدادية الثلاث واتحدتُ معها.... تلك السنوات التي تركت في آثارا كثيرة.... السنوات التي شهدت أولى مراحل مراهقتي، وأولى محاولاتي مع الفتيات، كما شهدت أول حب في حياتي اكتشفت بعدها أنه لم يكن حبا وإنما إعجابا.... السنوات التي حملت معها ذكرى أليمة لي.... وفاة والدي، ذلك الوالد الذي أعُدُّه لم يكن له مثيل في الدنيا، حنونا، طيبا، شجاعا، صارما عند الخطأ، سرعان ما يعود قلبه إلى الصفاء، مهما كان حجم ذلك الخطأ.... والدي الذي مات كمدا بعد أن صادرت حكومة الثورة أملاكه، تلك الحكومة التي نشأتُ كارها لها بسبب ما فعلته بوالدي، كما نشأت كارها لكل من ارتبط بها ولو بطَريق غير مباشر، ولكني خلال تلك المرحلة لم أستطع أن أعبر عن تلك الكراهية سوى ببعض الكتابات التي كتبتها لنفسي، ولم تتسنَ لي فرصة لنشرها

ودعت سنوات الإعدادية بذكرياتها مستقبلا الثانوية بصدر رحب؛ لعلمي بأنها آخر سنواتي في المدرسة، وعكفت خلال تلك السنوات على الكتب ألتهمها؛ لكي لا أضطر إلى قضاء سنة إضافية في المدرسة، فأنستني المذاكرة كل شيء، حتى لكادت تنسيني كراهيتي للحكومة التي قتلت أبي

بعد انقضاء سنوات الثانوية التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والتي وجدت جوها مخالفاً لما يتأجج في صدري من رغبة في الثورة على الأوضاع، فالكل فيها يستظل بمحايدته إن لم يظهر تأييده للحكومة، وذلك أملاً في الحصول على وظيفة مرموقة في الدولة. وافقت على مضض بعد إلحاح من أمي وإخوتي أن أكون مثل زملائي في الكلية محايداً، وأدرس بجد لأتفوق فيها، ثم بعد التخرج لي الحرية في فعل ما يحلو لي؛ ولهذا أخفيت سرائري عن زملائي منتظراً ذلك اليوم الذي أفرغ فيه من الجامعة
*****
مستني تعليقاتكم

6 Comments:

العـابــــــــره يقول...

عبوووووووود
الروايه جميله
واسلوبك رائع
انا قريت البوست كله
لاتبخل علينا بالمزيد من كتابتك
وأهلا بك فى عالم التدوين

شكرآ لمرورك على مدونتى
العابره

تحياتى,

Abd El Rahman Magdy يقول...

شكرا لك لاهتمامك بالتعليق على هذا البوست
بإذن الله عندما أتم الرواية سيكون جميع أصدقائي البلوجرز هم أول من يقرأها
وأشكر لك اهتمامك مرة أخرى

غير معرف يقول...

أنا أحب عموما الروايات الحياتية دي.. جميل.. بس هتتعبك أوي..

وأظهر الجانب الاكتئابي من حياة السفير لو سمحت ;)

Abd El Rahman Magdy يقول...

شكرا ليك لاهتمامك بالتعليق على هذا الجزء من الرواية
الجانب الاكتئابي في حياة السفير هيظهر لكن مش هيكون الجانب الأساسي
وشكرا ليك مرة تانية على التعليق

catroz يقول...

عجبتنى اووى على فكره...يوميات..هتبقى شيقه اوووى ان شاء الله اكيد..بس معلش فى حاجه عايزاك تاخد بالك منها..بص هو انت كررت كلمه "عشر سنين"بتاع 5 مرات
الحاجات دى بتجيب ملل للقارىء
طبعا مش كلهم..بس فى ناسبتمل من الصوره دى للكتابه...شوف هى جميله اه و كله تومااااام بجد و الله مش قصجى احبطك ولا حاجه..:)
بس محتاج تكسر الملل اللى هيبقى فيها...عايزه اكون اول واحده اقرا الروايه..و لما اقراها مقدرش اسيبها و اخلصها لحد الاخر..تكون شيقه بجد يعنى...ابقى قولى وصلت لحد فين فى الروايه دى عشان عايزه اكملها بجد..:D

Abd El Rahman Magdy يقول...

cartoz

شكرا ليكي
هي الرواية ماشية بنظام يوميات لكن فلاش باك
أما بالنسبة لملاحظتك على "عشرة أعوام" أوعدك إني أحاول أتجاوز الجزء ده
أما با
قى بالنسبة لوصلت لحد فين فانا الحقيقة بقالي مدة ما كتبتش حاجة عشان الدراسة والمشكلة إنها محتاجة شوية قراية لأنها مرتبطة ببعض الأحداث التاريخية فمحتاج إني أنقل الأحداث دي زي ما هي
لكن أوعدك إني هاتابعك بأي جديد فيها عشان انا عايز اسمع رأيك عشان اقدر اتجاوز نقطة ان الرواية تكون مملة لأن صعب إني آخد بالي من النقطة دي في البداية لأني لسة مبتدئ
شكرا ليكي مرة تانية واوعدك إني هاتابعك بأي جديد

© مش عارف - Template by Blogger Sablonlari