٠٦ ديسمبر ٢٠٠٨

خلف الأقنعة


يقولون أنه كان يوما ممثلا عظيما.... لم تقف في طريقه شخصية إلا وجسدها.... لم تعلن حالة تحديها له إلا وهزمها في معركة مسرحية حامية الوطيس.... الحزن والفرح... الخوف والأمان... الغضب والسكون... الأصفر والأبيض والأحمر والأسمر... الجنوبي والشمالي.... حالات عدة... ووجوه كثيرة

الآن... بعد كل هذه السنين... يقف أمام دولاب ذكرياته... يرى كل شخصية أمامه قناعا؛ ارتداه لفترة من الزمن، ثم خلعه

ضاعت منه حقيقة نفسه... لم يعد يعرف أهي واحدة من هذه الأقنعة؟ أهي جميعها أم ليست أيا منها؟ أصبح مؤمنا أن حياته قد تحولت بالكامل إلى مسرح يمثل فيه كل المشاعر التي تخطر على باله

غضبه ليس غضبا بالفعل... إنه فقط يمثل الغضب

حبه ليس حبا صادقا... هو فقط يدعي الحب

غيرته ليست نابعة من سويداء قلبه... إنما هي محض قناع يرتديه ليوهم من حوله أنه يشعر بالغيرة

كل مشاعره صارت في عينيه ادعاء

الفرح

الحزن

العطف

الألم

الشفقة

الحنين

الحقد

بالنسبة إليه أمسى قلبه صفحة بيضاء، يخط عليها سريعا بقلمه الرصاص ما يريد أن يوحي لجمهوره أنه يشعر به

وحين ينتهي....

يزيل بممحاته سريعا ما كتب؛ ليكتب غيره

وقلبه كالورقة

تكرار استخدام الممحاة معها يهرئها، ويجعلها رفيعة سهلة الانقطاع

وكذا قلبه

يشعر أنه شارف على الاهتراء؛ لكثرة ما خط فوقه ومحا

0 Comments:

© مش عارف - Template by Blogger Sablonlari