النساء... عالم تتداخل كائناته لتخلق غموضا يصعب على من خارجه فك شفرته
ذلك العالم الذي نلقي عليه باللوم دائما في كل شيء
فمنذ بدء الخليقة ونحن نحمله أخطاءنا التي نقع فيها
حتى أننا جعلنا من أمنا "حواء" سببا لخروج أبينا "آدم" من الجنة
يوم الجمعة 23/2/2007م علقنا على جدار هذا العالم خطئا آخر
فعندما كنت في صلاة الجمعة، وبينما الخطيب يتحدث تطرق إلى سبب تخلفنا عن الأمم المتحضرة
ذلك الخطيب المبدع المتألق جعل من تبرج النساء السبب فيما وصلنا إليه، وأنهم إذا عادوا إلى الزي الإسلامي فسوف تعود أمتنا إلى تقدمها
وقبل أن يلحقني البعض بركب "فاروق حسني"، ويتهموني بأني معادٍ للإسلام فحديثي هنا لا يخوض في أمر ديني بل أمر دنيوي
فأن يصل بنا الانحدار إلى أن نضع الحل لكل مشكلاتنا في احتشام النساء من عدمه فهذه أقصى درجات انعدام العقل
فإذا كان الله يصب غضبه على الأمة التي نساؤها متبرجات، فكان الأولى أن يخسف بأمريكا والدول الأوروبية الأرض
لقد غفل الخطيب أو تغافل عن أسباب عدة، وكلها لا تخرج عن قيم الإسلام، ولنأخذ معا أهمها
إنها قيمة العمل، فما دام الكسل والتراخي هما مستقرنا فلن نصل أبدا إلى ما نطمح إليه
وهناك شيء آخر إنها تلك البيئة التي نحيا فيها، البيئة - التي بفضل حكامنا - أصبح شغلنا الشاغل فيها إما أن نبحث عن منفذ للهرب من الالتزامات التي تفرضها علينا، وإذا لم نهرب منها فإننا نبقى فيها مجبرين فقط بحثا عن قوت يومنا ورزقنا.... فقد قضى الحاكم بأمره في جمهورية مصر العربية بإعدام أي فرصة أو مجال للإبداع؛ لأن الإبداع يحرر الإنسان من كل قيوده، وهذا بالطبع شيء لا يريده سيادته؛ حتى لا نفيق إلى مشاكلنا والمآزق التي وضعنا فيها فننقلب عليه
وبالعودة إلى موضوعنا فإن ضيق أفق تفكيرنا من الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الزقاق المسدود، ولا سبيل إلى الخروج منه إلا بهدم الجدار الذي يفصلنا عن التفكير العلمي والمنطقي، وهو ما سيضعنا على بداية طريق نهايته حلمنا
1 Comments:
جزاك الله خيرا على البوست دي
ربنا يرحمنا من امثال هذا الشيخ
إرسال تعليق